كل عام وأنت بخير
وكل عام ووطننا بخير وعزة ورفعه ..
هذه اللؤلؤة التاسعة والسبعين لا يجب أن تكون مجرد احتفال أو كلمات وقصائد تلقى وينتهي الأمر .. اليوم الوطني يجب أن يكون تجديد عهد بمواصلة العمل والبناء ويكون يوماً لرسم مستقبلنا الوطني من خلال مراجعه شامله لما تم انجازه وما لم يتم العمل به ومعالجة جادة للعوائق التي تعترض تقدمه ..
في هذا اليوم يجب أن يقال للمحسن أحسنت وللمسيء أسئت في هذا اليوم يجب أن يتوج كل مميز بما يستحق (جوائز ومسابقات التميز في العمل على مستوى الوزارات والمصالح الحكومية) وفي هذا اليوم يجب أن يُصفى ما يقدمه أبناء الوطن لوطنهم من كل الشوائب ..
جزيل الشكر اختنا الفاضلة
من الجوف

حين يتحدث التاريخ تكون كل آذاننا له صاغية
سعدت بحضورك د. صالح
في كل وقفة لك لنا فائدة
لا حرمنا فوائدك الجمة

متابعون بشغف حلقاتك لتلك الفترة التي يجهلها الكثير منا
وكل عام وأنت بخير [/color]

بعيدا عن المزايدات في حب الوطن.عندي شوية اسئلة:
هل العجوز التي ظهرت في قناة الاخبارية تريد لحم حمار تحتفل باليوم الوطني؟؟
هل الشاب الذي تخرج من الجامعة ولم يجد وظيفة هل يحتفل باليوم الوطني؟؟
هل الفتاة التي تتظر دورها في التعيين تحتفل باليوم الوطني؟؟
هل الاسرة الفقيرة التي تقتات بقايا الاطعمة التي يتصدق بها الجيران تحتفل باليوم الوطني؟؟[/color]

[الحلقة الثالثة /
بسم الله الرحمن الرحيم
حين تعاهد الشيخ والأمير في عام 1157هـ /1744م على إقامة دولة الإسلام وفق منهج الله الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم .. كان أعداء الأمة يتلقون ضربات من الله سبحانه .. فكانت دولة اليهود الخفية التي يطلق عليها حكومة الحاخامات قد تلقت ضربة نهائية حين تمكنت كاترين الثانية الإمبراطورة الروسية أن تحتل بولندا وتقضي على الملكية البولندية التي سمحت لحكومة الحاخامات اليهودية أن تتولى إدارة الجهات الأربع البولندية منذ عام 1500م .. فلمعاقبة يعاقبة وارسو احتلت كاترين بولندا فسقطت حكومة الحاخامات .. في عام 1772م وحينها اجتمع 12 مليونير يهودي في فرانكفورت لإقامة إتحاد سياسي اقتصادي للسيطرة على العالم في عام 1773م وبعدها بثلاث سنوات أي عام 1776م وقعت اتفاقية المحيط الأطلسي المرسومة على الدولار بين الإثني عشر ملياردير يهودي زعماء إتحاد فرانكفورت الاقتصادي مع رئيس جديد أطلق على ذلك التنظيم النظام الدولي الجديد وهو مرسوم على ورقة الدولار فئة واحد لمن يريد أن يعود إليه ..
إذا قامت حكومة العالم الخفية بقيادة الشيطان عام 1776م بعد قيام دولة الإسلام بحوالي 22سنة تقريباً وبدأت تنظم نفسها فبعد 13 سنة قامت بالثورة الفرنسية عام 1789م لتصبح فرنسا إلى جانب أمريكا التي قامت ثورتها عام 1776م تحت إشارة النظام الدولي الجديد ..وبدأت تخطط لضرب الدولة السعودية الأولى دولة الإسلام النقي .
كانت الدولة السعودية قد أكملت أو كادت توحيد جزيرة العرب وبدأت السيطرة على صحراء العراق والشام .. وهنا فقد بدأت الدولة السعودية الأولى تشكل خطراً حقيقياً على النظام الدولي الجديد وتتعارض مصالحها مع مصالحه ..فكيف ذلك :
1-توحيد جزيرة العرب جعل العالم يرعبون من بروز الأمة العربية من جديد بعد أن انطمرت أكثر من ألف عام خلف كثبان الصحراء .
2-مشروع الإمام سعود الكبير الكونفيدرالي الذي يقضي بإقامة ثلاثة دول عربية إسلامية بحيث تكون الدولة الكبرى الدولة السعودية وتشمل جزيرة العرب وصحراء الشام والعراق حتى تلاقي حدودها مع الأناضول شمالي حلب حيث كانت القبائل العربية ترسل زكواتها إلى الدرعية . والثانية هي دولة العراق التي ستدعم بجيش سعودي قوامه مائتي ألف مقاتل لاحتلال إيران وأفغانستان وتصحيح المسار المذهبي وفق المبادئ الأساسية للحركة الإصلاحية . والثالثة دولة الشام التي يمكن دعمها يومياً بألف مقاتل ربما لتصلح وضع الدولة العثمانية .
3-أوشكت الدولة السعودية أن تحتل مسقط بعد أن احتلت كامل عمان مما يعني أن الدولة السعودية ستحتل كامل الممتلكات العمانية في أفريقيا وفارس , وبهذا ستتحول الدولة السعودية من إمبراطورية إلى إمبراطورية كبرى تشمل الصومال وتنزانيا وزنجبار وبلاد عربستان الساحل الفارسي الذي بدأت طلائع الأساطيل السعودية تحتل أجزاء منها كما بدأت تدفع الزكاة للدرعية .
4-تجاوزت الدولة السعودية الأولى كل الخطوط الحمر حين غزت عسقلان وغزة في عام 1225هـ بحدود عام 1808م مما يعني أنها بدأت تتعارض بقوة مع تطلعات النظام الدولي الجديد باحتلال فلسطين حين أرسلت نابليون قبل ثماني سنوات عام 1799م لاحتلال القدس لإقامة مملكة اليهود القديمة .. وحيث أن نابليون أرسل بعد تمرده على اليهود والنظام الدولي الجديد رسائل لإقامة علاقات مع الإمام سعود الكبير باعتبارهما عدوين للنظام الدولي الجديد , فإن محاولة اقترابه من غزة كان له هدفين الأول هو إقامة ميناء للتجارة مع أوربا , ثانياً إقامة مركز ديبلوماسي متقدم يمكن لرسل نابليون الوصول بسلام إلى الدرعية دون خطر .
5-تعامل النظام الدولي بداية مع نابليون واقتلعوه باتحاد دولي في معركة واترلو عام 1814م ثم بدأوا التخطيط للقضاء على الدولة السعودية المرشحة لتحالف قوي مع نابليون .
6-ناقش مجلس الشورى العثماني رسائل الإمام سعود الكبير التي يقر بها لوالي بغداد أن يوسف العظم والي الشام قرر الإنضمام لمشروعه .. وأن الشريف قد أرغم على الإنصياع له وأنه يتطلع إلى موافقة والي بغداد علي باشا للانضمام إليهما .
7-بدأت الدولة العثمانية العمل فوراً وعزلت عبدالله العظم عن باشوية دمشق وعينته بالأناضول فبدأ يثورة هناك بدعم من بعض القبائل العربية .
8-بدأت قناصل أوربا يتجسسون ويضعون المقترحات للقضاء على الدولة السعودية الأولى . وهو ما سنوجزه بالحلقة القادمة .

ومن هنا بدأ التصادم الأول بين الدولة السعودية الأولى والنظام الدولي الجديد حيث قرر الأخير القضاء عليها بدمى وأسماء إسلامية .
د.صالح السعدون[/color]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الرابعة /
ويبدو أن القناصل الأجانب قد بدأوا يتحرون الدقة في معلوماتهم عن الدرعية الدولة القادمة بقوة من الصحراء , ويكتبون لوزارات الخارجية ببلادهم عن كل صغيرة وكبيرة عن هذه الدولة حتى كيفية القضاء عليها , مما يعني أن الدوائر السياسية الدولية بدأت التحرك والعمل للقضاء على هذه الدولة , كما ظل هؤلاء القناصل للسنوات السبع اللاحقة للهجوم السعودي على كربلاء عام 1801م / 1216هـ يبدون اهتماما للقضاء على الدولة السعودية الأولى , فيقول ج. ل. روسو القنصل العام لجلالة الإمبراطور الفرنسي وملك إيطاليا في حلب وملحقاتها وبلاد فارس في تقرير له بعد عودته من بغداد إلى حلب في 24 نوفمبر عام 1808م / 1223هـ (( إن دعوة ابن عبدالوهاب وتحالفه مع أمير الدرعية , ما هي إلا صحوة جديدة للعرب الذين مضى عليهم ردحاً من الزمان , مغمورين وراء كثبان صحرائهم وإن عودتهم إلى مسرح الأحداث من جديد , وهم يحملون نفس المبادئ التي حملها أسلافهم في أوائل عهد الفتوحات الإسلامية ؛ والتي على أثرها تحطمت إمبراطوريتا الفرس والروم , وهذا ما جعل أنظار القوى الكبرى تتجه بعين المراقب الحذر إلى متابعة تلك الصحوة العربية )) ويمضي روسو بتقريره قائلاً: ((وكانت العراق والشام أول المناطق تعرضاً للتهديد من قبل أتباع الدرعية , وكان سليمان باشا والي بغداد أول من تصدى للدعوة وأتباعها بإعلانه الحرب ضدها ؛ حيث جهز حملة بقيادة (الكخيا) علي زوج ابنته وخليفته فيما بعد , وقد كتب الفشل الذريع لهذه الحملة وكاد قائدها أن يقتل وأشرف جيشه على الهلاك , ولم يكن لهذه الحملة أية نتائج إيجابية , بل كانت إهانة كبيرة للجيش العثماني , وتعميقاً للثقة في نفوس جنود الدرعية , مما شجعهم على الإغارة على مدينة كربلاء عام 1801م/ 1216هـ )) .
وبعد أن يتحدث روسو عن اتساع نفوذ الدرعية , ورسوخ ذلك النفوذ (( وأصبح هذا الانضمام قائماً على قواعد راسخة وغير قابل لأية هزة )) يتساءل في تقريره وكأنه يجيب على أسئلة موجهة له من الحكومة الفرنسية حيث يقول (( أما كان من الممكن القضاء على هذه الحركة الإصلاحية وضربها في عقر دارها ؟! … إن السلطان العثماني مصطفى منذ توليه سلطة الخلافة أبدى اهتماماً كبيراً يعاونه وزيره الأعظم في القضاء على مشكلة حركة ابن عبدالوهاب وأتباعها , والتي لم تعد مثار اهتمام السلطان العثماني وحكومته فحسب ؛ بل شملت اهتمام القوى الأوروبية أيضاً , ولكن السلطان فشل في تنفيذ خططه المعدة لتوجيه ضربة قاضية لهؤلاء العرب الذين لا يعترفون بسلطته )) .
ويرسم روسو القنصل الفرنسي بحلب خطته للقضاء على هذه الدولة مستخدماً خبرته بالمنطقة العربية حيث يقول لحكومته (( إذا كان هناك من يستطيع القضاء على الوهابيين فهو باشا بغداد , إذ يستطيع هذا الباشا أن يشكل قوة من القبائل المماثلة للقبائل المناصرة للوهابيين , وإن عدد القبائل التي يمكن توظيفها كبير جداً …بهذه الطريقة يمكن تكوين جيش من المليشيات قادرين على مجابهة أعدائهم غير آبهين يدفعهم طمعهم في الغنائم بالإضافة إلى ما سيدفع لهم من مرتبات ثابتة , وتوجه هذه الجيوش مباشرة إلى الدرعية عن طريق الصحراء , على حين يتحرك الجيش النظامي المكون من العثمانيين والأكراد على الطريق المحاذي للنهر قرب البصرة ومن هناك يتجه محاذيا للخليج العربي مندفعاً إلى بلاد الوهابيين , وبهذا يجد الوهابيين أنفسهم مطوقين من اتجاهات مختلفة وبضربة محكمة يودون بالوهابيين إلى نهايتهم , وعندما يتم غزو الدرعية القلب النابض للوهابيين ؛ يصبح من المؤكد أنه لن تقوم لهم قائمة مرة أخرى ولا في مكان آخر )) .
في حقيقة الأمر لم يأت القنصل الفرنسي بجديد من حيث التخطيط العسكري أكثر مما فعله باشا بغداد مرتين عام 1211-1212هـ/ 1796-1797م في حملة ثويني بن عبدالله وفي عام 1213هـ / 1798م في حملة علي الكخيا , غير أن الأهم هو إشارته لغزو الدرعية في عقر دارها من جهة , أما من جهة أخرى فإنه قد أكد إلى أن مسألة القضاء على الدولة السعودية الأولى ((لم تعد مثار اهتمام السلطان العثماني وحكومته فحسب ؛ بل شملت اهتمام القوى الأوروبية أيضاً )), وهو ما جعل أنظار القوى الكبرى تتجه بعين المراقب الحذر إلى متابعة تلك الصحوة العربية, التي جعلت من العرب قوة جديدة, ولذا نجده يضيف في تقريره لحكومته إمكانية غزو الدرعية العاصمة في عقر دارها كقلب نابض لهذه الدولة بحيث يرى أنه يمكن أن يؤدي مثل هذا الغزو العسكري القوي إلى أن ((… يودون بالوهابيين إلى نهايتهم وعندما يتم غزو الدرعية … يصبح من المؤكد أنه لن تقوم لهم قائمة مرة أخرى ولا في مكان آخر )), وبمثل هذا التقرير يمكن لنا أن نرى أن القوى الأوروبية سواء بريطانيا أو فرنسا قد بدأت العمل على القضاء على الدولة السعودية , وبشكل يقضي على هذه الدولة التي أعادت العرب إلى ((… مسرح الأحداث من جديد )) .
د.صالح السعدون[/color]