مــــــــأساة شاعر
تحكي قصة ألم .. شاب يخشى من كل شيء .. حتى عيون الناس .. والحب الذي يدل على صاحبه ..في مجتمع يرصد كل هفهفة الهواء الساكنة ..

للشاعر الدكتور صالح السعدون

قصيدة شعر … بعنوان :

الهدنـــــــــــة

الشاعر : د.صالح السعدون

أنا لم أبح سر الهوى ..
أبداً ولم أنطق ببنتِ شفاةِ
أنا لم أقل شيئاً لهم ..
ولا رويت إلى العدا مأساتي
أنا لم أقل أبداً لهم ..
أنت الهوى والحب ..
بل وحياتي
أنا لم أبح أبداً لهم ..
أني أغار عليك من همساتي
أني أغار عليك ..
من قطر الندى
و يغيظني إن لامس الوجناتِ
أني أغار عليك من لحظ النساء
أني أغار عليك من نظراتي

* * *
كلا ولا بلَّغتهم ..
أني أراك بصرختي و سُكَاتِي
أني ..وأني قد أراك حبيبتي ..
في وحدتي ..
في مهجري وشتاتي
أني أهامسك الهوى ..
في مهجعي ..
والشعر ..في سهراتي
كلا ولا بلَّغتهم ..
أني أراك بروحتي .. مستلهماً
وحي الجمال ..
وراضياً.. غدواتي
أني أقاوم لهفة مجنونة ..
تهفو إليك ..وخشيتي هفواتي

* * *

كلا ولا غنَّيتهم ..
لحناً شجياً ناعم القسماتِ
يخبرهم رمز الهوى ..
كلا ولم يدروا بسر حياتي
لكنهم هم جندوا ..
الناس والأشياء خلف أناتي
فالطير يرقب خطوتي ..
حصلوا عليها ..
“شفرتي ..بصماتي ”
والورد يفضح قصتي ..
والعطر ..والأقلام.. بل ودواتي
والريح تعلن َأنَّتِي ..
وفرحتي بل ..همستي وسباتي
الكل ضدي مرصداً..
وخانني شعري وكل ثقاتي
هم صوروني بالهوى ..
“زيراً ” فليَّ صوائفاً وشواتي
هم ترجموني أحرفاً ..
أين الهروب ..
وأين أين نجاتي
الكل يكتب نبذة ..
رغم انطوائي في هواي لذاتي
أنا لم أبح سري لهم ..
لكنهم “حسوك في نبضاتي ”
أنا لم أُذِع سر الهوى ..
لكنهم شموك في آهاتي

* * *

إني أحبك صامتاً ..
أخاف من شعري ومن كلماتي
أخاف من لحن الهوى ..
من زلـةٍ ..تهفو إليها شفاتي
حرصي عليك يخيفني ..
و يميتني هلعاً” مرادُ عداتي ”
قالوا بأني ” …”
رغم أني لم أقل ..
صنعوا كثيراً..لي من الأزماتِ
إني أطالب ” هدنةً..” ..
إيقاف إبحاري.. لضيقِ قناتي
ولسوف أطوي أشرعي ..
فالموج عال ..
في هياج عاتِ
تحتاج نفسي راحةً..
كي تستقر مسيرتي وحياتي
وأعود إن شاء الإلـــه..
من بعد ما ..تجلو جيوش غزاتي
فإلى أوان لقاءنا ..
وقبل الوداع .. تقبَّلي قبلاتي

بقلم /د.صالح السعدون

لندن /١٩٩٩م