فتظلم آفاقنا والسماء ..

وكل الدروب ..

تكون بدون ضياء..

بدون زهر

ولم يبق فينـــــــا ..

كما الأصفياء

ولو رمقاً للســــمر

ويقسو الجميع بهذا الغياب ..

وتبقى الحياة ..

تفيض دموعـــاً ..

بدون شجن

وتبقى الليال ..

بدون اللقاء .. به

والحياة ستبقى ..

بدون وسن

كأني بصيف ٍ..

ومن دون ماء

كأني غريباً

بدون وطن

كأن الكلام .. جميع الكلام ..

تعيساً .. يتيمــــاً ..

بدون لحن

كأن العصافير و هي تزقزق

تبكي دماراً ..

وتشكو وهن

كأن النهار بدون ضياء ..

ونفسي ..

من هجر صبِّي تئِنّْ

كأني بليل .. بدون نجوم ..

وفي لجة البحر ..

أشكو الرياح ..

ولست بمبحر ..

في آمنات السفن

كأني بدونك أخشى المنون ..

بصحراء لا ماء فيها ..

بدون غذاء ..

بدون شجر

وأخشى المهالك ..

في رحلتي

أخشى المصائب ..

أخشى المِحَنْ

أعيش وتهلكني بالظنون ..

فلا السهل أرضى ..

ولا بالحـــزَنْ

إذا غبت عذبتني بالجنون

وإن عدت عذبتني ..

بالشجن

أحقاً سنبكي ليال طوال

أحقاً ستهجرني ..

يا قمـــر

سأبكيك عمري ..وحق الإله

سأبكيك ما دمت حياً نضِرْ

سأكتب تاريخ ذاك الوداع ..

شهادة موت ..

لقلب حزين ..

تقطِّعُهُ بالهجر

ستجري الليالي ..

ويبقى الفؤاد..

بدون شعور ..

بمجرى الزمن ..

وتبقى عيوني ..

مع الذكريات ..

ولو طمرت..

تحت بعض الِّدَمنْ

للشاعر الدكتور/ صالح السعدون