سقوط بغداد الخلافة
يوم سقوط بغداد
9 نيسان 2003م
بغداد .. يا بغداد
كيف أصبحتِ ..
وهولاكو الجديد ..
يدك أسواراً حصينة
وأي صباح .. يا بغداد ..
وجند بوش من المغول ..
تدك أطراف المدينة
وأي صباح .. يا بغداد ..
و دمع مدامعك ..
تجري سخينة
و الجو يبدو مكفهرٌّ ..
وأنتِ يا أم الرصافة ..
كم ترى أنتِ.. حزينة !!
وبعض كلاب .. يا بغداد ..
مأجورين قد رشوا ..
على الغازي الورود..
بصورة تبدو لنا حقاً مهينة
ليخرج بعدها بوش الغبي ..
من فوق هاتيك السفينة ..
معلناً للكون .. أن ذئابه ..
وكلابه و ” علوجه ”
قد أنجزوه مهمة ً ..
جداً ثمينة
* * *
(2)
أواه يا بغداد ..
هل من مجال ٍ ..
كي نعود إلى الوراء ..
هل من مجالٍ للرجوع ؟ !
اليوم يومٌ أسودٌ..
فيه الدماء ..
به الهزيمة والبلاء
أين الرجال ..؟!
فلا رجال ٌ نرى .. ولا حتى نساء ..!
أين اختفت تلك الجموع ؟
و كيف جيشك .. يرتضي ..
وطئُ الهزيمة ..
وكيف يقبلُ بالخضوع ؟!
هل نحن في حلم وكابوس عظيم ..
أم في الحقيقة غارقين ..
بوسط بحر من دماء ؟
أم يا ترانا مختفين ..؟
بنهر دجلة والفرات ..
أم في بحور من دموع ؟!
نبكيك يا بغداد ..
أم نبكي الزمان ..
ونشتكي أيضاً شجونه
* * *
(3)
أواه يا بغداد ..
هل يا ترى نشكو .. اليهود ..
أم نشتكي ..ولضعفنا ..
من بعض أحفاد المجوس ؟
عُملاء أحفاد المجوس؟
وكأننا لم نستفد ..أبداً
من التاريخ ..
شيئاً من دروس ؟
وكأنَّ إيران المجوس ..
تجهز اليوم العروس ..!!
إلى العريس ..
ولقد عجبتُ من الزمان ..
هي تدعي كرهاً بإسرائيل ..
من يوم الجلوس ..
من يوم أن جلس الفقيه
بعرش طاووس النفيس
وكليهما قد وقعا ..
.. حلفٍ بئيس
ليذبحوا بغداد ..
ويفتحوا فيها المقابر و الحبوس
ويجعلوا أنهارها ..
صحراء تيه
قد كان هذا اليوم ..
عيداً جامعاً ..
في القدس ..في طهران ..
وبينما قلب العراق ..
يكاد يقتلنا أنينه
* * *
(4)

أواه يا نعمان ..!!
هل يا ترى يوم السقوط ..
قصر الخورنق و السدير
ليس إلا سقوط عرشِ..
أم أنه مذ ذلك التاريخ ..
أصبح يوم نحسِ ..
..ويوم بؤس ِ
ما كأنَّ ساكنه ..
يبهرج بالحرير
وبالديباج .. و بالدمقسِ
أرسلت نسوتك الكرام ..
إلى ديار ..
ديار بكر
وذهبت نفسك كي تداس ..
برجل كسرى ..رجل ُ نجسٍ
بلْ .. بأفيال المجوس ..
فكأنَّ موتك صار ..
شحذاً للسيوف ..
وللنفوس
أثار ثائرة العرب ..
من بعد خمر وشرب كأس ِ
قامت لأخذ الثأر ..
فيكَ .. رجال بأسِ
في أرض ذي قار ..
العبوس ..
حيث لا يُسمعْ سوى ..
صوت .. السيوف
و صوت صرخات العروس
و شق صدر .. وصد ترسِ
فكان أن ركب المجوس..
ذرى الهزيمة ..بالألوف
وذاق جندهمُ ..
من الموت منونه
* * *
(5)
والآن يا بغداد ..
من بعد أن كنتِ ..
كما غصنٍ رطيب
قد جاءنا عقد عصيب ..
هل يا ترى ..
خفَتَ النحيب ..؟
هل يا ترى ..
قد قام للداعي ..مجيب ..؟
داعي الجهاد لكسر ..
أوتاد الصليب
تطهير أنهار الرصافة ..والفلوج
من كل أنواع العلوج ..
من المجوس .. من اليهود ..
بغداد .. من كل غريب
قد جاء أبناء المجوس ..
وجاء أبناء الصليب ..
على جحافل .. أو وفود
مع الغروب ..
غروب شمسك ..يا طروب
فمتى يهلُّ لنا هلالُكِ ..
يا خصيب
ومتى نرى جيش الغزاة ..
مع الطغاة ..
في نهر دجلة .. بين قتل..
وهروب
عبر الخليج ..
متى سيفرحنا الزمان ..
بكسر رايات الصليب
وجنودهم بين الغريق أو الجريح ..
و بين أصوات النحيب
متى سيفرحنا الزمان ..
بعبيد أحفاد المجوس ..
ومتى نرى ..
عُملاء أبناء الصليب
وكل أنواع العمائم
في لغوبِ وخطوبٍ وكروب ٍ
ونحو ” قُمٍّ “يزحفون ..
و يهجرونك ..
يا أم المدائن ..
فتطهر السحب الغزيرة أرضُكِ ..
من رجسهم ..
وتعود أرضك بعدهم ..
وردٌ و أزهارٌ ..جنائن
وتظلُّ حتى آخر الأزمان ..
بالأيدي الأمينة .
للشاعر الدكتور / صالح السعدون