مهرجــــــــــــــــان الزهور بمنطقة الجوف..
إعداد الدكتور صالح السعدون

الزهور هي جزء من حياة الشعوب الراقية خلقها الله لنا لتزيدنا سعادة ؛ يقول نزار قباني على لسان امرأة :
حمل الزهور إلي كيف أرده وصباي مرسوم على شفتيه
ويقول ابن زيدون :
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال , في أصائله
كأنه رق لي , فاعتل إشفاقا
والروض عن مائه الفضي , مبتسم
كما شققت , عن اللبات , أطواقا
يوم , كأيام لذات لنا انصرمت ,
بتنا لها, حين نام الدهر ,سُرّاقا
نلهو بما يستميل العين من زهرٍ
جال الندى فيه ,حتى مال أعناقا
كأن أعينُه , إذ عاينت أرقي ,
بكت لما بي , فجال الدمع رقراقا
وردٌ تألَّق , في ضاحي منابته
فزداد منه الضحى ,في العين , إشراقا
سَرَى , ينافحه نيلوفر عبق
وسنان نبه منه الصبح أحداقا
كل يَهِيجُ لنا ذكرى تشوِّقِنا
إليك ,لم يعد عنها الصدر إذ ضاقا
بعد هذه المقدمة لننطلق إلى الفكرة .

الفكرة :
أن تتبنى أمارة منطقة الجوف أسبوعاً يتم تحديده يكون مهرجاناً سنوياً للزهور ويكون في فصل الربيع أي في الأسابيع القادمة ويمكن تحديد ذلك الأسبوع من خلال استشارة المختصين من المهندسين الزراعيين .

]الأهداف /

1) تنمية ذوق المجتمع من أجل إيلاء هذا الجانب الاهتمام الكافي , لما للزهور والورود من دور إيجابي في حياة الفرد والمجتمع وزرع البهجة والاستبشار بالحياة .
2) التعريف من خلال هذا المهرجان بأنواع الزهور التي تتلاءم طبيعتها مع جغرافية المنطقة .
3) التعريف ببعض الزهور النادرة والتي يمكن أن تزرع بأجواء خاصة ولا يمكن زراعتها إلا في وقت محدد من السنة , مثل زهرة النرجس – على سبيل المثال – التي عادة لا تعيش إلا في الأجواء المتجمدة والمناطق الباردة جداً .
4) توعية المجتمع بكل فئاته من ربات البيوت والآباء والمزارعين وحتى الطلاب والطالبات بأهمية الزهور في حياتنا من أجل العناية بها في البيئة المنزلية والأحياء في مدننا وقرانا والشوارع وبيئة العمل من دوائر حكومية أو مدارس أو خلافها .
5) إثارة المنافسة بين إدارتي البلدية والزراعة والمدارس للبنين والبنات لتقديم الجديد من الأنواع من الزهور التي تتلاءم زراعتها مع أجواء المنطقة بفصولها الأربعة .
6) إثارة الإبداع الفردي بين المهندسين الزراعيين والمشاتل الزراعية ومحلات الزهور والطلاب من أجل إيجاد الغريب والفريد في هذا المجال في منافسة مادية مجدية تجتذب الهواة لمثل هذه المنافسة .
7) تشجيع الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية على الاهتمام في زراعة الزهور لجعل مدينة سكاكا ودومة الجندل والقريات وغيرها مدناً للزهور بما يضفي ذلك عليها من الجمال , وعلى سكانها من البهجة والسعادة .

آليات المشروع :

1) توكل لأمانة مدينة سكاكا مع الغرفة التجارية والمجلس البلدي الأسراع في تجهيز المشروع من الناحية النظرية خلال أسبوعين على الأكثر , ليتم إعلانه للجمهور ليمكن للجميع المشاركة في هذا المشروع من خلال جهود زراعية خاصة للمشاركة بهذا المهرجان .
2) تكلف الجهات الرسمية من الأمانة العامة لمدينة سكاكا وبلديات المحافظات والمراكز وكذلك إدارات الزراعة والمشاتل المرخصة ومحلات الزهور بحيث تكون مشاركتها إجبارياً لا خيار فيه .
3) تحدد جوائز قيمة يدفع قيمتها من قبل الغرفة التجارية وبعض رجال الأعمال والأثرياء الذين يعرف عنهم حبهم للبذل والعطاء من أجل المنطقة .
4) تكلف إدارات التعليم من أجل تشجيع إدارات المدارس للبنين والبنات من خلال أقسام ورواد الأنشطة ومدرسي ومدرسات العلوم على المشاركة من خلال أجنحة صغيرة للمدارس الراغبة بالإشتراك بهذا المهرجان (مهرجان الزهور ) بحيث يكتب أسم المدرسة ومديرها أو مديرتها وأسم رائد أو رائدة النشاط كأمر إختياري وأسم الطالب أو الطالبة المشاركة بكل زهرة قام بغرسها وزراعتها ورعايتها , على أن يكون هناك فترة كافية بين إعلان الموعد و تاريخ المهرجان ليكون كافيا للابتكار والإبداع .
5) تشجع الإدارة العامة للزراعة والإدارة العامة للتعليم من خلال المدارس لمعاونة الأمانة العامة لمدينة سكاكا وغيرها من مدن المنطقة على زراعة الميادين والشوارع في حملة عامة بكل مدينة لإظهار المدينة بالشكل الذي يتلاءم مع مهرجان الزهور وكأنها مدينة الزهور .
6) يحدد موقع المهرجان في موقع المعرض أو ميدان الأمير عبدالإله الحضاري للإحتفالات بحيث يجهز بالشكل الذي يتلاءم مع المهرجان وطبيعته للزوار .
7) يحدد ساعة الأحتفال في نهاية الأسبوع للمهرجان لتوزيع الجوائز على الأفراد والمؤسسات والمدارس الفائزة حسب رأي لجنة مختصة وعادلة , على شرف صاحب السمو الملكي أمير المنطقة أو من ينيبه عنه سموه الكريم .

على هامش المهرجان :

يمكن توزيع ملصقات ودعايات ونشرات كافية من قبل اللجنة المنظمة لتوعية المجتمع بأهمية الزهور في حياة الفرد والمجتمع , ونوعيات الزهور التي تتناسب مع أجواء المنطقة وأزهار الظل والحقل والشارع وغير ذلك مما يحدث نقلة نوعية في تفكير الناس .
كما يمكن أن نتوقع أو نرصد مدى التغيير الذي ساهم به هذا المهرجان من عناية المجتمع والأفراد والأمانة العامة وبلديات المدن , والمدارس والأحياء على اهتمامات الناس وحياتهم , وقد قيل الناس على دين ملوكهم , واهتمامات أمير المنطقة حفظه الله بالتأكيد ستؤثر إيجابياً على شعب هذه المنطقة الذين يعيشون فيها .
ولعل المنطقة بما فيها من نقص بالخدمات الأساسية يمكن لمثل هذا المهرجان أن يعوض نقص تلك الخدمات , كما يمكن لمثل هذا المهرجان أن يصبح بحد ذاته عملاً تنموياً ومن خلال جهد مكثف للأفراد والمؤسسات بتجميل وتحسين البيئة بالأحياء والشوارع في مدننا بما يعوض جهد البلديات الذي يظل بحاجة إلى تكاتف المؤسسات الأهلية والرسمية كالمدارس والأفراد .

د.صالح السعدون